مسؤولية التربية بين الأسرة والمدرسة

لعلي أنطلق في موضوعنا الأول على بركة الله تعالى بإشارة من الأستاذ

لما في الموضوع من أهمية في حياة كل واحد منا .

المسؤولية التربوية لا شك وأنها تتقاسمها جهات كثيرة ، أهمها الأسرة ثم المدرسة
والأسرة يقضي فيها الطفل منذ صغره زهرة أيام حياته ومراحل تكوين العادات والشخصية والأفكار والقيم والمعتقدات ، ويقول أرباب التربية بأن (( أكثر من 80% من عادات الطفل وقيمه وسلوكه تتأصل في سن (2)سنتين وحتى (5) سنوات ))، فهي المؤسسة التربوية الأولى إن صح التعبير .. وهي التي تضع الركائز وتغرس القيم وتؤصل المبادئ .. هذا إن قامت بدورها التربوي على الوجه المطلوب ! وفقا لأمر الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام حيث وجها الأسرة بضرورة القيام بالواجب التربوي ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) والفطرة هنا هي الاستعداد الذي جعله الله تعالى في نفس كل إنسان لقبول الحق وهو ( الإسلام وشريعته ) ، وكما في الحديث ( ‏ما ‏ نحَل والدٌ ولدا من ‏ ‏نحل ‏ ‏أفضل من أدب حسن ) فخير ما يعطيه الأب لابنه التربية على الآداب والأخلاق الحسنة .

أما لو كان الأهما لهو عادة الوالدين وتركوا مسؤولية التربية بلا زمام ، فإن المخرجات والنتائج ستكون وخيمة وسيئة في أغلب الأحوال .

اتضح لنا الآن بأن دور الأسرة أكبر بكثير من حيث المسؤولية من دور المدرسة ، والمدرسة في الوقت الراهن وبشكل واقعي وبلا مثالية لا أتوقع بأنها تقوم برسالة تربوية عميقة الأثر ، ولكنها تؤدي رسالة (( تعليمية )) تقوم على تغذية العقل بالمعلومات والمعارف ، فدورها تعليمي بشكل أكبر ... وهذا لا يخليها من تأدية الرسالة التربوية ، فهي وزارة (تربية) و (تعليم) ، بمعنى أن مسماها وحتى أهدافها وسياستها تتضمن التربية والتعليم ، لكن الواقع والميدان التعليمي يشهد بضعف المخرجات السلوكية وتدني مستوى الأخلاقيات عموما ، على الرغم من وجود مؤشرات ونماذج ممتازة في مدارسنا .


هذه إشارات عابرة ، وكلمات سريعة وموجزة حول الموضوع ، وأسعد بآرائكم طلابا أو معلمين أو آباء وأمهات ..